من هم الحضارم؟
ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ذهن كل ﺣﻀﺮﻣﻲ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ يعقوب يوسف الحجي ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ
...........
ﺇﻧﻬﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺒﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﻭﻓﺪ ﻭﻓﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻛﺮﻡ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ، ﻭﻫﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺻﻠﻮﺍ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻵﺳﻴﻮﻱ ﻟﻴﻔﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺭﺽ .... ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ "ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ" ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻭﻣﺠﺪﻫﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ "ﺧﺎﺭﺝ" ﻭﻃﻨﻬﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ "ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ" ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻡ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ " ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻠﺨﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ....
ﻟﻘﺪ ﻭﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ (ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺤﻮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﺳﻼﻡ ﻧﺼﻒ ﻣﺴﻠﻤﻲﺍﻟﻴﻮﻡ) ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ وتاسيسﺣﺮﻛﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔﺻﺤﻔﻴﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻬﺎ. ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺻﺪﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻭﻣﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭﺳﻨﻐﺎﻓﻮﺭﺓ ﻭﺗﺎﻳﻼﻧﺪ ﻭﻣﻼﻭﻱ ﻭﺑﻮﺭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺯﻧﺠﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻭﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺟﺰﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻔﻠﺒﻴﻦ. ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺮﺍﺙ ﻋﺮﺑﻲ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺃﺿﺎﺀ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺑﺄﻣﺠﺎﺩ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﻡ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً ﻋﺮﻳﻘﺎً ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ، ﻓﻔﻲ ﺇﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﺳﻨﻐﺎﻓﻮﺭﺍ ﻭﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺰﺭ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻭﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ.
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺤﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻭﻳﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻟﺤﺠﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺃﺻﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺿﺨﻤﺎً ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﺼﻞ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺃﺧﺘﻠﻂ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺑﺘﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﻓﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺤﺠﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ " ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ " ﺳﻨﺔ 1993ﻡ ﻓﺼﻮﻻً ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻭﻣﻨﺼﻔﺔ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﺇﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﺑﺮﻭﻧﻮﻱ ﻭﺯﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﻭﻫﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻫﻢ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ " ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ " ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﺪﺭﺱ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻧﺼﺒﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ !
ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨّﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﺒﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺮﻭﺍ ﺳﻴﻔﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺎﺩﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﺑﻞ ﺗﺴﻠﺤﻮﺍ ﺑﻌﺮﻯ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑــ ( ﻓﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ) ﻓﺼﺪﻗﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻬﻢ ﻓﺴﺨﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ، ﻓﺒﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ (ﺳﺎﺩﺗﻬﻢ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻱ) ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺼﺪﺭ ﺃﺷﻌﺎﻉ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻓﺤﻔﻈﻮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﺄﻭﻓﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻬﻢ ...
ﻓﻠﻠﺤﻀﺎﺭﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻤﻴﺰﻫﻢ ﻛﻌﺮﻕ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻔﻮﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﻰ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺳﺨﻮﺍ - ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ - ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺤﺔ. ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻝ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ، ﻓﻨﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺃﺳﻤﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺒﺎ ﻭﻗﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﺬﻩ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻫﻢ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻨﺎ.
ﻟﻢ ﻳﻌﺰﻝ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺻﻮﺑﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺰﺍﻭﺝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺻﻠﺔ ﺭﺣﻢ ﻭ ﻭﺩ، ﻭﺍﻧﺼﻬﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻮﻓﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺬﺏ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ (ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ) ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺣﺴﻦ ﻭﺭﺟﻮﻟﺔ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺗﺰﺍﻭﺟﻮﺍ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﺭﻋﺎﺓ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻋﻄﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﺆﺗﻲ ﺃﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻭﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﺷﺪ ﻓﻘﺮﺍ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺗﺨﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻬﻢ، ﻓﺠﺎﺅﻫﺎ ﻭ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻭﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻛﻤﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻵﺳﻴﻮﻱ، ﻭﺃﺧﻠﺼﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﻠﺼﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻣﺸﻬﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﻢ (ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﻔﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ) ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﺫﻳﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ .
ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻗﻮﻡ ﻗﻠﺔ في جزيرة العرب ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﻘﻨﻄﺎﺭ ﻣﻠﺢ ﻓﻲ ﺻﻮﻣﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺻﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﻐﻼﻝ، ﺃﻋﻄﻮﺍ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻣﺮﺉ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻘﻲ، ﻭﻣﺮﻭﺭًﺍ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﻭﻋﻠﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻭ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻠﻪ ﺑﻠﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻤﻊ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻰ ﺃﺣﺪﻯ ﺃﻫﻢ ﺭﻭﺍﻓﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔوﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻘﺸﺎﻥ ﻭﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻔﺖ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻣﺸﺎﻳﺦ ﺁﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ ﻭﺁﻝ ﺑﺎﻣﻌﻮﺿﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﺭﻓﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﺮﻭﺱ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺨﻨﺒﺸﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﺧﻞ ﺃﻭﻝ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺃﻟﺮﻭﺍﺩﻱ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭﺃﻭﻝ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺟﻴﺐ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ( ﻭﻳﻠﺰ ) ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻞ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺟﺪﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺟﺪﺓ (ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ﻳﻨﻲ)، ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ (ﺑﺎﺧﺸﺐ) ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺠﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺃﻃﻬﺮ المساجد، ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻷﺭﺑﺎﺡ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻓﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺭﺍﺣﺘﻪ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﻴﺘﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ( ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﺍ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻘﺎﻭﻻﺕ ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺒﺖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﺃﺑّﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻓﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺣﻨﻜﺘﻪ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺓ.
ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﺛﻢ ﺃﻣﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﻤﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﺎ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺤﺘﺮﻡ ﻭﻭﻗﺘﻪ ﺛﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ، ﻭﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ ﺃﻭ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ .
ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻟﺪﻯ ﺃﺭﻗﻰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ :
(ﻫﻢ ﻣﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺍﻓﺪﻳﻦ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺃﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ).
ﻓﺤﻀﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻧﺸﺌﻮﺍ ﻭﺗﺮﻋﺮﻋﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺇﻻ ﺛﺮﺍﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻤﻮﺍ ﺇﻻ ﻫﻮﺍﺀﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻬﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ.. ﺑﺎﺩﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﺒﺎ .. ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻋﻄﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻭﺷﻌﺒﺎ ﺃﻫﻞ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ. ﺇﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻗﺪﻳﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﺷﺮﻧﺎ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻣِﻦ ﻣَﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ (ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻌﺰﻳﺰ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ) ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺇﻻّ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻛﺘﻔﺎ ﺑﻜﺘﻒ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻓﺴﺎﻫﻤﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ، ﻭﺃﻋﻄﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﻢ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻗﺪﺭﻫﻢ ﻭ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﻢ ، ﻓﺄﺷﺎﺩ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺳﻨﺪﺍ ﻭﻋﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻗﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ. ﺇﻥ ﻣﻦ ﺷﻜﻚ ﻓﻲ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺕ ﻭﺍﻗﺘﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ، ﻭﻛﻴﻒ ﺑﻚ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ.
ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﻋﺮﻗﺎ ﺧﺎﺻﺎً ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﺧﻮﺍﻧﺎً ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺧﻮﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ، ﺭﻛﺐ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺻﻮﺏ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﺧﻮﺍﻝ ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺧﻴﺮ ﺑﻨﻲ ﻳﻌﺮﺏ ﺗﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺷﺮﻓﺎً ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻴﺔ ، ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻧﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ، ﻓﺒﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺟﻔﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻫﻢ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ، ﻣﻴﺎﻟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺠﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ، ﻣﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ. ﺟﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺳﻌﻴﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ.
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺤﺠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ__ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ " ﺳﻨﺔ 1993ﻡ .
1 Comments
مع الأسف هذا كلام لا مصدر له،،
ReplyDeleteنرجو تزويد القراء بالمصادر